عمان 23 أيلول (بترا) - عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن، اليوم الجمعة، بعد أن اختتم زيارة عمل إلى مدينة نيويورك، حيث ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبحضور عدد من الزعماء والشخصيات ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الدورة، ألقى جلالته كلمة الأردن في الجلسة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيها "بينما نجتمع هنا، تعمل قوى شريرة في منطقتنا وخارجها، وهدفها إضعاف القيم التي تجمع البشرية. وأنا أشير هنا بالطبع إلى الإرهابيين المتطرفين الذين يتصدرون عناوين الأخبار، والساعين إلى السيطرة على العالم. إنهم يريدون أن يمحوا إنجازاتنا وإنجازات أجدادنا، وأن يدمروا الحضارة الإنسانية ويدفعوا بنا إلى عصور الظلام". وأشار جلالته، في الكلمة، إلى "أن الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في خدمة أجندة الإرهابيين الساعية لإشعال فتيل حرب عالمية، وذلك من خلال تعميق وتغذية الانقسام والاستقطاب في المجتمعات، بين الشرق والغرب، فتقوم كل مجموعة بوصم الأخرى، وتنغمس أكثر فأكثر في سوء الظن بالآخر ورفضه". ولفت جلالة الملك، خلال الكلمة، التي تناولت موقف الأردن حيال مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية، إلى "أن ميدان المعركة الرئيس والأكثر أهمية لهذه الحرب الحاسمة في عصرنا هو ميدان الفكر والعقل. فأيديولوجية الكراهية والقتل وتدمير الذات تنتشر على الإنترنت، ويجب مجابهتها بفكر مضاد قائم على الأمل والتسامح والسلام". وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة، شارك جلالته في قمة القادة حول أزمة اللاجئين التي استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك، حيث ألقى جلالته كلمة تناولت تحديات أزمة اللاجئين السوريين وتعامل الأردن معها. وطرح جلالة الملك، في كلمته، ثلاث نقاط حول أزمة اللاجئين، تتمثل الأولى في "أهمية أن نبني استجابتنا على أساس الحقائق على الأرض، وليس على ما نتمناه أو ما يلائمنا". أما الثانية فتركز على "ضرورة العمل كفريق واحد. فأزمة اللاجئين لا تتطلب الالتزام فقط، بل المتابعة الحثيثة أيضا. فأي حلّ فعّال طويل الأمد وقائم على أسس تنموية يحتاج إلى انخراط الدول المستضيفة والجهات المانحة والقطاع الخاص كذلك؛ حيث سيؤدي نقص التمويل، وانعدام المشاركة إلى تقويض الأهداف المشتركة". وفي النقطة الثالثة، أشار جلالته إلى أن "الحل المستدام الحقيقي يجب أن يبدأ بحماية النساء والأطفال داخل سوريا ضد الاستغلال البشع لهم من قبل داعش والعصابات الإرهابية الأخرى، الذين يمارسون الاتجار بالبشر ويستغلون موجات النزوح. فمن واجب المجتمع الدولي أن يقدم العون والدعم للمواطنين داخل سوريا، وأن لا ينتظر حتى تتفاقم أزمة اللاجئين بشكل أخطر". وعقدت القمة تحت رعاية كل من الولايات المتحدة الأميركية والأردن والمكسيك وكندا والسويد والمانيا وأثيوبيا، في سبيل تحديد مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى التعامل بفاعلية أكثر مع أزمات اللجوء في العالم وتداعياتها، سواء على اللاجئين أو على الدول المستضيفة. وكان جلالة الملك عقد، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سلسلة من اللقاءات مع رؤساء الدول والوفود المشاركة في الاجتماعات، تناولت العلاقات بين الأردن وبلدانهم، إضافة إلى مجمل التطورات الإقليمية والدولية. فقد التقى جلالته كلا من العاهل الإسباني الملك فيليب السادس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمستشار النمساوي كريستيان كيرن، ورئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، ورئيس مقدونيا جورجي إيفانوف، ورئيس الوزراء العراق حيدر العبادي، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ، ورئيس وزراء كوسوفو عيسى مصطفى، ورئيس وزراء تايلند برايوت تشان أوتشا، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ورئيس مجلس الأعمال للتفاهم الدولي بيتر تيشانسكي وعدد من أعضاء المجلس، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب. كما شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارة العمل إلى نيويورك، في جلسة خصصت لدعم الأردن ولبنان للتعامل مع أزمة اللجوء السوري تحت مظلة مبادرة كلينتون العالمية، بمشاركة شخصيات قيادية عالمية، ومسؤولين حكوميين دوليين وأمريكيين سابقين، ودبلوماسيين، وممثلي عدد من الشركات والمنظمات الدولية غير الربحية. وأدار وزير الخارجية البريطاني الأسبق، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، الجلسة التي تناولت سبل تقديم المجتمع الدولي ومنظماته والقطاع الخاص الدعم للأردن واقتصاده من خلال مبادرات وفرص ومشاريع استثمارية تعزز من قدرته على التعامل مع آثار اللجوء السوري، حيث تستضيف المملكة نحو 4ر1 مليون سوري على أراضيها. وضم الوفد الأردني، خلال زيارة جلالة الملك إلى نيويورك، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير التخطيط والتعاون الدولي، ومندوبة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة، والسفيرة الأردنية في واشنطن. --(بترا) م ح/رع/ار
23/9/2016 - 01:21 م